حين تتغير مشاعرنا نلقي بمفتاح الحكاية خلفنا .. و نمضي
(1)
قال لها: إحساسي يخبرني أنك ِ تغيرت ِ
قالت له: إحساسك يكذب .. أنا كما أنا.
صدق إحساسه .. وكذبت هي.
(2)
نعم تغيرتُ
تغيرتُ حين اكتشفت أني في الحكاية وحدي
و في الحلم وحدي.. و في الحب وحدي.. و في الألم وحدي..
و أنت صـــــامت
تغيرت حين رأيت أطفالي يتساقطون من رحم أحلامي و يموتون في الدفتر أمامي..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين رأيت قلبي يهفو بحب بحجم الدنيا رجال الأرض خلفي..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين وجدت سكاكين الحنين تبحر في المساءات إليك و أتلوى ألما وحنينا..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين لمحت دموع والدي تمتلئ حزنا ً على شرودي واصفراري وذبولي..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين لمحت أجمل سنواتي تصعد قطار العمر وتلوّح لي مودعة بلا عودة..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين رأيت رفيقاتي يرتدين فساتينهن البيضاء برفقة فرسان أحلامهن..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين تسللت إلى وطنيك كالذبيحة النازفة كي أراك من بعيد
و أروي عطش عيني لوجهك..
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين ملأت الدنيا بكتاباتي وهذياني و جنوني بك و شوقي إليك وغيرتي عليك
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين ناديتك بصوت الحنين شتاء..
وبصوت الحزن صيفاً
وترقبتك كبشارة يوسف
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين صنعت من ريش الشوق أجنحة أطير بها إليك
و حين وصلتك كسرت ظروفك أجنحتي
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين بح صوتي و أنا أناديك بصوت قلبي
و أقول غدا سيأتي..
وجاء ألف غدٍ
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين مددتُ لك يدي أستغيثك من بحر العشق و أنا أغرق و أموت عشقا
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين ابتلعت جمر الأيام من أجلك
وسرت على دروب الشوك حافية
ووصلتك دامية
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين هيأت عنقي لطوقك الياسميني
فجئت تربت على عنقي بخنجر غيابك
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين رأيتك تستبدلني
بأحقرهن
و أدنسهن
و أقبحهن
أمام أعين مشاعري
و أنت صـــــامت
تغيرت حين امتلأت أذني بأحاديث عاشقات المدينة عنك و حكاياتك
و غرامياتك
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين قطعت محيطات الألم إليك
و ابتلعت أمواج الظروف كي أصل إلى أحضانك
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين فتحت لك أبواب مملكتي
ووقفت أمامك كي تتوجني بما يليق بأنثى مثلي
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين بسطت لك عمري بساطا أخضر
وانتظرت دخولك عتبة أبوابي
فجاءت النوافذ بك
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين أقمت الليل أدعو الله أن تكون في الجنة لي
وسردت عليك حكاية الدعاء و حلم الجنة
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين نقشت كفي بالحناء
وضفائري بالدفء
وفساتيني بالعبير
وانتظرتك خيالاً
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين حولتك قبلة للعشاق يطوفون في أعياد الحب حولها
ويبتهلون بصوت الأماني
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين قذفوني برماح ألسنتهم ونسبوني إلى قلبك
واتهموني بك بشاعة حقيقة
و أنت صـــــامت
تغيرتُ حين أغمضت عيني فالمساء
وتخيلت تفاصيل جسدك تنصهر بتفاصيل جسدها
وجسدي يرتعش ذبيحا بخنجر الغيرة
و أنت صـــــامت
..
آآهـ يا شهرزاد
آآآهــ